ولدت ونشأت في فرنسا، واليمن هي بلد والدي.
كنت أنا وعائلتي نسافر كل صيف إلى جميع أرجاء اليمن. لقد أقمنا في عدن، وإب، وتعز، وباب المندب، والمخا، والحديدة. كان والداي يأخذاننا نحن الثلاثة الى الجبال اليمنية للتسلق، والسباحة في الشلالات، وزيارة الوديان الخضراء. الذكريات التي نتشاركها عن زياراتنا أنا وأخي وأختي لا تُمحى.
ومن بين كل تلك الذكريات، تلك التي كنا نقضيها في منزل العائلة في صنعاء هي بلا شك الأجمل.
الساعات التي أمضيناها في بستان جدتي، كان من الممكن أن تستمر الى الأبد، ولن نتعب منها أبدًا. كانت حقيقةً جنة عدن.
كانت جدتي من سكان الجبال اليمنية ومحبة للطبيعة، تعتني بكرومها ورمانها وأشجار تينها مثل قرة عينها. وفي ظل كرم حديقة المنزل اتخذت سلحفاتان منزلاً لهما، ما أسعدنا كثيرًا.
المناخ معتدل ولكن جاف في صنعاء، وهو مثالي للعب الأطفال.
الصيف هو موسم الأمطار الموسمية، ولا يمر صيف من دون أن نشهد هطول الأمطار الغزيرة على المدينة.
تبعث صنعاء رائحة الأرض الرطبة التي تهدئ الروح. وغالبًا ما تهنا أيضًا ونحن نمشي في البلدة القديمة، وهي إحدى أجمل المدن في العالم العربي، تتخللها الحدائق والمنازل ذات الأبراج المزينة بأناقة بالجص، ونوافذ الزجاج الملون بآلاف الألوان.
بعد زيارتي في عام ٢٠١٣، وهي الزيارة الأخيرة لسنواتٍ عديدة قادمة، عدت الى صنعاء في عام ٢٠٢١. وعلى الرغم من الحرب وجراحها، تمكنت وأخيرًا من إعادة التواصل مع عائلتي وبلدي الثانية، فقط لأدرك هول ما خسرت.