لا شك بأن الحرب وما أفرزته من أحداث ومتغيرات وانقسامات في المجتمع قد أثرت في حياتي تأثيرًا بالغًا، فقد عايشت أحداث هذه الحرب بكل مراراتها وتحدياتها وصعوباتها على المستوى الشخصي. فقد عشت تجربة النزوح لأول مرة في حياتي، فها هو العقد الأول من سنوات الحرب كاد أن يكتمل وأنا ما زلت بعيدة عن مسقط رأسي وأهلي وأسرتي في تعز، عندما فارقتها قبل ثماني سنوات مكرهة على النزوح إلى عدن التي تحررت في وقت مبكر. وكنت قد تلقيت حينها الكثير من التهديدات من قبل جماعة الحوثي، والمؤسف أيضًا أنني نزحت أنشد الأمان والسلامة في عدن التي كانت تحتوي الجميع كأم رؤوف، إلا أنني افتقد الأمان فيها أيضًا. فما زلت أتعرض للتهديد وتهكير حساباتي بشكل مستمر من قبل جهات أمنية بسبب عملي الصحفي الذي يقتضي مني أن أنقل الحقيقة كما هي، سواء من خلال الصور أو المنشورات أو التقارير التي أعدها.
الحرب افقدتنا الأمان النفسي والاجتماعي وكل وسائل الحياة الكريمة، فما زلنا نكافح ونكابد العيش من أجل أن نساهم في رفع المعاناة عن كاهل شعبنا، وخاصة شريحة النساء، فقد حملن الهم الأكبر والنصيب الأوفر من المعاناة. وسنظل على درب الكفاح ننشد الحرية والكرامة والحياة الكريمة والحقوق المتساوية والسلم الاجتماعي حتى يسدل الستار عن السلام وتنتهي الحرب وجميع مظاهر العنف والانتقام، وتنتهى الحرب وكل آثارها في القريب العاجل بإذن الله.