كان للحرب أثر شخصي عليّ. أثرها إنّو فقدت أغلى شخص في الحياة، يلّي هو ابي. بيتنا كان ضمن الجبهات. كان قاعدة للشرطة العسكرية في مأرب. وفقدت أختي كمان عن طريق خطأ طبّي ناتج عن ضعف التدريس في الوضع الراهن في الحرب.
كان من طموحاتي إنّي أكمّل حياتي في صنعاء. بيئة مناسبة لي. مدينة، تدريس، حياة، كانت كلّها جميلة. ما كان يخطر في بالي ولو واحد بالمئة إنّو ممكن أرجع لمأرب، مدينة بدائية من كل شيء. من تعليم من أماكن ترفيهية من ناس، كل شيء. ذلك كمان أثّر.
في تأثيرات كثيرة كمان إنّو بدأنا ورجعنا لبيت واستأجرنا ثلاث سنين على بال ما نأسس أرواحنا ونبدأ نشتغل ونبدأ نبني بيت الملك كما كنّا في صنعاء بيت ملك.
النزوح كان صدمة إنّو تغيّر المكان يلّي ترعرعت فيه وعشت وكوّنت علاقات، صداقات، عائلتك، منزلك، ملجأك، كلّهم هناك في صنعاء. لمّا انتقلنا كنّا وحدنا في مأرب. يعني من غير عائلة من غير أصدقاء.
كان كل شي من الصفر. حتّى البيت استأجرنا مع إنّو نحن معنا في صنعاء بيت ملك. لمّا بدأنا من الصفر حوالي ٥ سنين إلى أن أسسنا البيت وبدأت أتأقلم إنّو هذا مكاننا إلى أن تنتهي الحرب ونرجع إلى مكاننا ان شاء الله صنعاء. ما زال الحنين يلاحقنا لصنعاء وأشواقنا دائمًا نرجع لها. نرجع لصنعاء فترات محددة بس لن نكتفي بالفترات المحددة. نشتهي استدامة.
درست في مأرب. كانت الدراسة في مأرب، واجهت الكثير من المناقشات العائلية إنّو ادرس يا بالخارج يا بصنعاء بحكم الطريق وبحكم الأمن للطالب. ما كانت مشجّعة ومقترح سليم. اضطرّيت أدرس في مأرب. الدراسة في مأرب ليست المتوقعة، الدراسة الجامعية التي كنت أحلم بها. بس على قولة أمّي، شهادة للزمن. وبعدين نأخذ بكالوريوس في مكان ثاني.
أمي وأنا وأخي كلّنا متأمّلين إنّو تنتهي الحرب. حتّى لو انتهت الحرب ما زال الوجع موجود فينا. فقد شخصين مش حاجة بسيطة أبدا بالحياة. إنّو أب وأخت كبيرة كانت سند ولّا الأب كان كل شيء، الحبيب الأوّل ويمثّل درع للعائلة. مهما تكلّمنا عن السلام أو إنّو يرجع الوضع زي ما كان، الحرب ما كانت بسيطة، أبدا ما كانت بسيطة وآثارها تلاحقنا وتلاحق يلّي بعدنا لأنّو فقدنا رمز في عائلة آل دحوان كان أبي، الله يرحمه.
غالبًا ما يفشل الأشخاص الذين يخططون للحروب ويموّلونها، ويضعون خطط المساعدات ويحاولون التفاوض من أجل السلام، في التحدث إلى الأشخاص الذين يعيشون في قلب كل تلك الأحداث.
قبل فترة طويلة من سيطرة غزة على عناوين الأخبار، كان مصطلح «أسوأ أزمة إنسانية في العالم» يُشير في كثيرٍ من الأحيان إلى اليمن. وقد خلّفت حرب اليمن المُدمّرة والانهيار الاقتصادي، اللذان بدآ قبل تسع سنوات، مئات الآلاف من القتلى بسبب العنف والمرض والمجاعة ونقص الرعاية الصحية. وتأثر عشرات الملايين غيرهم من الصراع اليمني، لكن قصة ذلك الصراع غالبًا ما رُويت، حتى الآن، على لسان الصحفيين والمنظمات الإغاثية والسياسيين.
كيف اختبر اليمنيّون فعليًا هذه الصعوبات؟ لمعرفة ذلك، طرح مشروع الاستماع إلى اليَمنيّين سؤالاً واحدًا على اليمنيين: «كيف أثّرت الحرب في اليمن على حياتك؟»
وأجاب عليه أكثر من 100 يمني– من داخل البلاد ومن جميع أنحاء العالم – حيث أرسلوا رسائل بريد إلكتروني ورسائل واتساب وملاحظات صوتية ومقاطع فيديو وقصائد وصور.
تتضمن تلك الرسائل شهادات عن خسارة الأحباب والممتلكات والحياة في المنفى، وما يعنيه العيش في ظل القصف والمعارك البرّية، ولكن هناك أيضًا حكايات عن الحب والترابُط العائلي، والصمود الشخصي والمهني في وجه العقبات التي قد تبدو مستحيلة.
عندما تتصدر وقائع اليمن عناوين الأخبار، فإنها، في كثير من الأحيان، تتحوّل إلى روايات مجهولة الهوية. لنبتعد عن ذلك ونلقي نظرة على الحياة خلف عناوين الأخبار، ونستمع إلى اليمنيين وهم يروون قصصهم، بكلماتهم الخاصة، باللغتين العربية والإنجليزية.
* لا تستطيع وكالة «ذا نيو هيومانيترين» التحقق بشكلٍ مستقل من تفاصيل كل قصة على حدة، وقد تم تحرير الأسلوب والطول ومستوى الوضوح في تلك القصص.
كيف جمع مشروع الاستماع إلى اليَمنيّين تلك القصص؟
طلبنا من الناس إرسال قصصهم، باللغة العربية أو الإنجليزية، من خلال نموذج عبر الإنترنت، أو عبر البريد الإلكتروني أو الفيسبوك، أو باستخدام رقم مُخصص للتواصل عبر واتساب. وبمجرّد وصول المُشاركات، طلبنا من الصحفيين المحليين جمع القصص من مختلف أنحاء اليمن التي لم يتم تمثيلها بشكلٍ جيد حتى الآن في المشاركات.
لماذا لم يتم نشر جميع القصص؟
لسوء الحظ، لم تتوفر لدينا المساحة الكافية لنشر جميع القصص، لكننا قرأنا كل قصة وردت إلينا.
هل تم تحرير القصص؟
تم تحرير القصص من حيث الأسلوب والطول والوضوح، كما أضفنا القليل من السياق إلى بعض القصص لمُساعدة القرّاء الذين لا يعرفون الكثير عن حرب اليمن، ولم تكن الترجمات بين اللغات ترجمة حرفية دائمًا.
ما الذي سيقوم به مشروع الاستماع إلى اليَمنيّين في المرحلة القادمة؟
سيستضيف المشروع فعاليات عبر الإنترنت وفعاليات حضورية تتمحور حول المشروع واليمن والصحافة الشاملة. اضغط هنا لتلقي المستجدات.
لدي فكرة لمشروع استماع خاص بي. مع من يجب أن أتواصل؟
يمكنك التواصل مع البريد الإلكتروني yemenlistening@thenewhumanitarian.org واستخدام عنوان الرسالة التالي: «فكرة مشروع استماع». إذا كان لدينا ما يكفي من المتقدّمين، سندعوك لحضور وُرَش عمل مستقبلية حول ما تعلمناه في عملية إنشاء مَشروع الاستماع إلى اليَمنيّين، وسنساعدك على التواصل مع الأشخاص الآخرين المهتمّين بنفس الأفكار.أين يمكنني معرفة المزيد حول اليمن؟
سيطر المتمردون الحوثيون، الذين يُطلق عليهم رسميًا اسم جماعة «أنصار الله»، على العاصمة اليمنية صنعاء في أواخر عام 2014. وفي مارس (آذار) من عام 2015، بدأ تحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في قصف الأجزاء التي يسيطر عليها الحوثيون في البلاد، كجزءٍ من حملة عسكرية لدعم الحكومة اليمنية المُعترف بها دوليًا.
يمكنك العثور على جميع مراحل تغطية وكالة «ذا نيو هيومانيترين» للحرب والأزمة الإنسانية في اليمن هنا.
ما هي وكالة «ذا نيو هيومانيترين»؟
«ذا نيو هيومانيترين» هي وكالة إخبارية غير ربحية تسخّر الصحافة عالية الجودة والمستقلة في خدمة ملايين الأشخاص المتضررين من الأزمات الإنسانية حول العالم. نحن ننقل الأخبار من قلب الأحداث والصراعات والكوارث لنشر الوعي بشأن التدابير الوقائية والاستجابة المناسبة.
الإخراج والمونتاج: | آني سليمرود |
تنسيق المشروع: | نهى الجنيد |
الترجمة: | سهى الجنيد ومؤسسة «نـتكلّم» |
إنشاء الموقع الإلكتروني: | مارك فير |
إنتاج محتوى الجمهور: | ويتني باترسن |
الفعاليات: | مات كروك |