رحلت عنها في أكتوبر من العام ٢٠٢١. وكانت أول وجهة لي كأي يمني هي مصر، حيث بقيت ستة أشهر ونصف. وكأي يمني يعيش في مصر، يواجه مشاكل من قبل بعض المصريين، يضطر من بعدها إلى مغادرة البلاد. غادرت من بعدها إلى ماليزيا، قعدت فيها سبعة أشهر. كما واجهت فيها أيضًا صعوبات، منها الحصول على عمل، والإقامة فيها لمدة طويلة بسبب شروط وقوانين التأشيرة السياحية. ثم من بعدها قررت الذهاب إلى كمبوديا، لأنها تقريبًا تشبه اليمن قبل الحرب. عندما كنت أسمع القصص وأرى الصور كانت تذكرني باليمن في السبعينات، الثمانينات والتسعينات. وناسها أيضًا طيبين وودودين جدًا، مبتسمين دائمًا، وكما أنهم يحبون مساعدة الآخرين. كانت من ضمن الشروط للذهاب إلى هناك التقديم على تأشيرة لستة أشهر وأن أحصل على عقد إيجار منزل، وفتح حساب بنكي. بعد أن حققت الشرطين الأولين، ذهبت للبنك أنا وصديقي. بعد أن رأى جوازي وجنسيتي اليمنية، قال لي موظف البنك بالحرف لا يمكنك فتح حساب بنكي لأن بلدك في حالة خطر وحرب.
رغم محاولاتنا لفتح حساب بنكي في عدة بنوك أخرى، لم نتمكن من الحصول على موافقة فتح حساب. أصبنا بإحباط شديد. حاول صديقي الترفيع عني لكني لأول مرة أشعر بهذا الإحباط وبنوع من التمييز والعنصرية في حياتي. أنا لا ألوم الشعب الكمبودي أو العاملين في البنك. أدرك أنهم يتبعون سياسات معينة مفروضة عليهم. البعض كانت ردودهم لطيفة، لكن في بعض البنوك كانوا ينظرون إلينا ويقولون إن اليمن في قائمة الدول الارهابية وإنه من غير المرحب بنا. وبالحقيقة أنا لست دولتي ولست حكومتي ولست المليشيات المنقلبة. أنا لست إلا مواطنًا عاديًا وإنسانًا صالحًا لم أؤذِ أحدًا في حياتي، فلماذا أؤخذ بذنب أطراف صراع لا تمد لي بصلة. وبنفس الوقت كلما كانت تتكرر هذه الكلمة أو الإحساس أني غير مرغوب بي لأن هنالك أفكار نمطية عليكم، كنت أشعر وأتساءل لعل ما يرونه حقيقيًا وأنا أيضًا كما يصفوني. لقد كان صعبًا جدًا ما شعرت به.
غالبًا ما يفشل الأشخاص الذين يخططون للحروب ويموّلونها، ويضعون خطط المساعدات ويحاولون التفاوض من أجل السلام، في التحدث إلى الأشخاص الذين يعيشون في قلب كل تلك الأحداث.
قبل فترة طويلة من سيطرة غزة على عناوين الأخبار، كان مصطلح «أسوأ أزمة إنسانية في العالم» يُشير في كثيرٍ من الأحيان إلى اليمن. وقد خلّفت حرب اليمن المُدمّرة والانهيار الاقتصادي، اللذان بدآ قبل تسع سنوات، مئات الآلاف من القتلى بسبب العنف والمرض والمجاعة ونقص الرعاية الصحية. وتأثر عشرات الملايين غيرهم من الصراع اليمني، لكن قصة ذلك الصراع غالبًا ما رُويت، حتى الآن، على لسان الصحفيين والمنظمات الإغاثية والسياسيين.
كيف اختبر اليمنيّون فعليًا هذه الصعوبات؟ لمعرفة ذلك، طرح مشروع الاستماع إلى اليَمنيّين سؤالاً واحدًا على اليمنيين: «كيف أثّرت الحرب في اليمن على حياتك؟»
وأجاب عليه أكثر من 100 يمني– من داخل البلاد ومن جميع أنحاء العالم – حيث أرسلوا رسائل بريد إلكتروني ورسائل واتساب وملاحظات صوتية ومقاطع فيديو وقصائد وصور.
تتضمن تلك الرسائل شهادات عن خسارة الأحباب والممتلكات والحياة في المنفى، وما يعنيه العيش في ظل القصف والمعارك البرّية، ولكن هناك أيضًا حكايات عن الحب والترابُط العائلي، والصمود الشخصي والمهني في وجه العقبات التي قد تبدو مستحيلة.
عندما تتصدر وقائع اليمن عناوين الأخبار، فإنها، في كثير من الأحيان، تتحوّل إلى روايات مجهولة الهوية. لنبتعد عن ذلك ونلقي نظرة على الحياة خلف عناوين الأخبار، ونستمع إلى اليمنيين وهم يروون قصصهم، بكلماتهم الخاصة، باللغتين العربية والإنجليزية.
* لا تستطيع وكالة «ذا نيو هيومانيترين» التحقق بشكلٍ مستقل من تفاصيل كل قصة على حدة، وقد تم تحرير الأسلوب والطول ومستوى الوضوح في تلك القصص.
كيف جمع مشروع الاستماع إلى اليَمنيّين تلك القصص؟
طلبنا من الناس إرسال قصصهم، باللغة العربية أو الإنجليزية، من خلال نموذج عبر الإنترنت، أو عبر البريد الإلكتروني أو الفيسبوك، أو باستخدام رقم مُخصص للتواصل عبر واتساب. وبمجرّد وصول المُشاركات، طلبنا من الصحفيين المحليين جمع القصص من مختلف أنحاء اليمن التي لم يتم تمثيلها بشكلٍ جيد حتى الآن في المشاركات.
لماذا لم يتم نشر جميع القصص؟
لسوء الحظ، لم تتوفر لدينا المساحة الكافية لنشر جميع القصص، لكننا قرأنا كل قصة وردت إلينا.
هل تم تحرير القصص؟
تم تحرير القصص من حيث الأسلوب والطول والوضوح، كما أضفنا القليل من السياق إلى بعض القصص لمُساعدة القرّاء الذين لا يعرفون الكثير عن حرب اليمن، ولم تكن الترجمات بين اللغات ترجمة حرفية دائمًا.
ما الذي سيقوم به مشروع الاستماع إلى اليَمنيّين في المرحلة القادمة؟
سيستضيف المشروع فعاليات عبر الإنترنت وفعاليات حضورية تتمحور حول المشروع واليمن والصحافة الشاملة. اضغط هنا لتلقي المستجدات.
لدي فكرة لمشروع استماع خاص بي. مع من يجب أن أتواصل؟
يمكنك التواصل مع البريد الإلكتروني yemenlistening@thenewhumanitarian.org واستخدام عنوان الرسالة التالي: «فكرة مشروع استماع». إذا كان لدينا ما يكفي من المتقدّمين، سندعوك لحضور وُرَش عمل مستقبلية حول ما تعلمناه في عملية إنشاء مَشروع الاستماع إلى اليَمنيّين، وسنساعدك على التواصل مع الأشخاص الآخرين المهتمّين بنفس الأفكار.أين يمكنني معرفة المزيد حول اليمن؟
سيطر المتمردون الحوثيون، الذين يُطلق عليهم رسميًا اسم جماعة «أنصار الله»، على العاصمة اليمنية صنعاء في أواخر عام 2014. وفي مارس (آذار) من عام 2015، بدأ تحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في قصف الأجزاء التي يسيطر عليها الحوثيون في البلاد، كجزءٍ من حملة عسكرية لدعم الحكومة اليمنية المُعترف بها دوليًا.
يمكنك العثور على جميع مراحل تغطية وكالة «ذا نيو هيومانيترين» للحرب والأزمة الإنسانية في اليمن هنا.
ما هي وكالة «ذا نيو هيومانيترين»؟
«ذا نيو هيومانيترين» هي وكالة إخبارية غير ربحية تسخّر الصحافة عالية الجودة والمستقلة في خدمة ملايين الأشخاص المتضررين من الأزمات الإنسانية حول العالم. نحن ننقل الأخبار من قلب الأحداث والصراعات والكوارث لنشر الوعي بشأن التدابير الوقائية والاستجابة المناسبة.
الإخراج والمونتاج: | آني سليمرود |
تنسيق المشروع: | نهى الجنيد |
الترجمة: | سهى الجنيد ومؤسسة «نـتكلّم» |
إنشاء الموقع الإلكتروني: | مارك فير |
إنتاج محتوى الجمهور: | ويتني باترسن |
الفعاليات: | مات كروك |