English العربية

"جعلتني الحرب أقوى."

ماجدة أحمد، من تعز، يعيش في عدن
English
كنت متواجدة في حرب ٢٠١٥، في عدن. كانت صدمة عارمة بالنسبة لي، لأنها كانت أول مرة أعيش فيها تجربة حرب. بالنسبة لمراهقة ترسم أحلامها، وتخط آمالها في الحرب.
منزل أهلي من الخشب، من البيوت التي بناها الاستعمار البريطاني سابقًا، فكان الرصاص يخترق المنزل بسهولة أيام حرب ٢٠١٥. حيث كنا نسكن في منطقة قريبة جدًا من أماكن الاشتباكات. جزء كبير من المنطقة كان تحت سيطرة الحوثي، مما أدى إلى نزوحنا إلى منطقة البريقة أو عدن الصغرى. سكنا في جزء من بيت العائلة، فكانت هناك مضايقات. أيضًا، راتب والدي توقف.
رغم ذلك لم تؤثر علينا الحرب بشكل عالي، لأننا كنا نعتبر من العائلات متوسطة الدخل، بحكم أن والدي كان يعمل في قطاع النفط. كنا نمتلك ممتلكات ثمينة، تجعلنا نعيش حياة كريمة في ظل الظروف الصعبة.
لكن بعد الحرب وبسبب فارق العملة، عشنا حياة صعبة، بالنسبة للمستوى المعيشي الذي كنا عليه. لم نعد من متوسطي الدخل، نعيش حياة مرفهة، بل نعيش فقط حياة كريمة، لم نكن نطمح لها.
لكن الحرب قوت من شخصيتي، لأني انهرت بعد الحرب، وشعرت أننا نبدأ من الصفر، أنه تدمر كل شيء، ولا توجد أي ملامح المستقبل. لكن والدي نصحني أن أتطوع في مستشفى عسكري، بعد عودتنا إلى منزلنا بعد النزوح. كان منزلنا آمنًا. فعندما رأيت هول حال الناس، المصابين، والمبتورة أطرافهم، تذكرت النعم التي لدي، لكنها كانت نعمًا منسية. رغم ذلك، جديًا لا يمكن أن تكون الحال بعد الحرب كسابقها، من حيث المستويات المادية، والفكرية. بعد الحرب، لي أنا وغيري كذلك، تعلمنا أن نعتمد على أنفسنا، ونعمل على قوت يومنا، ونستعد لأسوأ الظروف، ونفكر بالعملات والماديات. جعلتني الحرب أقوى. في النهاية كل تجربة صعبة تجعل منا أقوى.
من رحم المعاناة دائمًا ما يولد الأمل. وهذه حقيقة الأمر. المعاناة التي واجهتها والمحيط الذي حولي، جعلاني أثق أن في النهاية هناك أمل.

المزيد من القصص حول...

صوت النزوح الاقتصاد الوظائف الرواتب العنف